“ندعو كل الباحثين لإنجاز بحوث أكاديمية تؤسس لمفهوم الجودة الشاملة في نظم الكفالة والرعاية للأيتام”.
“نؤكد على ضرورة عقد ورش عمل تنفيذية، تعقبُ هذا المؤتمر لدراسة وتطوير وتفعيل مخرجات المؤتمر”.
“يجب العمل على اعتماد توصيات المؤتمر لدى مختلف المنظمات وشركاء المصلحة”.
بهذه الكلمات اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي لرعاية الأيتام بنسخته الأولى تحت شعار “التجارب السابقة وآفاق التنمية” والتي دارت على مدى يومين 4-5 نوفمبر 2020 وبحضور 1453 مشارك ومشاركة من 78 دولة حول العالم، بتنظيم من اتحاد رعاية الأيتام وبالشراكة مع العديد من المنظمات الإنسانية والمؤسسات الأكاديمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا.
أكد المتحدثون خلال كلماتهم على ضرورة العمل بشكل أكبر على تلبية احتياجات الأيتام والتخفيف من معاناتهم وتمكين أُسرهم، حيث دعا السيد وليد السيف – المدير العام لجمعية الشيخ عبد اللَّه النوري الخيرية الكويتية – الجهات المانحة إلى تولَّي مسؤولياتها في تلبية احتياجات الأيتام وسد الفجوة بين مقدار التبرعات و كم الاحتياجات الكبير، وعطف السيد صلاح الجاراللَّه – رئيس مجلس إدارة اتحاد رعاية الأيتام – إلى الارتكاز على الإيمان والقيم المستمدة من الأديان السماوية ومبادئ العمل الإنساني لتقديم الأفضل للأيتام. وأكد د. هاني البنَّا – رئيس منتدى العمل الإنساني العالمي على أهمية البحث العلمي في تطوير العمل الإنساني. كما أشار الدكتور إبراهيم ألتان – المدير العام للهلال الأحمر التركي – إلى أهمية التغيير في مفاهيمنا عند التعامل مع قضايا الأيتام، وركز السيد عبد الرحمن المطوع – نائب المدير العام المشاريع في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – على دور الإعلام في توعية المجتمع بقضايا الأيتام.
كيف بدأت فكرة المؤتمر؟
اتحاد رعاية الأيتام سعى منذ نشأته قبل خمس سنوات لتقديم برامج تدريبية وبحوث متخصصة في رعاية الأيتام وإشراك الخبراء والمتخصصين فيها، علماً أن توافر البحوث التي تهتم بالأيتام حول العالم نادرة لذا قرر الاتحاد بأن يكون له السبق في عقد مؤتمر علمي أكاديمي متخصص برعاية الأيتام وتمكين أُسرهم، اجتمع فيه الخبرات والتجارب متمثلة في الحضور والمتحدثين والشركاء يحملون إرثاً حضارياً غنياً بالأفكار والتنوع مما شكل بيئة خصبة للإبداع والابتكار وساعد في تحقيق غايتنا المشتركة.
هل غطى المؤتمر أغلب المواضيع التي يحتاجها الأيتام؟
حاولنا جاهدين أن نحيط بأغلب المواضيع العامة التي يحتاجها قطاع رعاية الأيتام فقد توزعت المواضيع على 12 جلسة متنوعة تناولت المحاور التالية: (واقع منظومة رعاية الأيتام ومدى تطورها وقدرتها على الصمود في ظل التحديات المتتالية، صحة الأيتام، تعليم الأيتام، أولويات رعاية الأيتام، الأطفال مجهولي النسب، الرعاية المؤسسية، التمكين، مفهوم الكفالة، الأيتام في مناطق النزاع، سبل استثمار رأس المال الديني لحماية الأطفال الأيتام في مناطق النزاعات، العنف ضد الأيتام، حوكمة وتطوير المنظمات العاملة مع الأيتام، مستقبل رعاية الأيتام: ماذا بعد؟)، استعرض من خلالها الباحثون وشاركوا فيها الكثير من التجارب التي نُفِّذت في بلادهم على أمل أن يتم تبادل الفائدة بين المنظمات سواء محلياً أو على المستوى الدولي.
نحن على يقين بأن المشاكل التي يعاني منها قطاع رعاية الأيتام كبيرة وأحداثها متسارعة نظراً للظروف والتغييرات العالمية لذلك كانت هذه النسخة الأولى من المؤتمر ونحن نعمل حالياً على التجهيز للنسخة الثانية من المؤتمر بمواضيع وأبحاث جديدة.
ما التحديات التي واجهت عقد المؤتمر ؟
كان من المفترض عقد المؤتمر في مدينة اسطنبول ولكن بسبب انتشار جائحة كورونا قمنا بالتشاور مع الجميع ووجدنا اهتماماً في عقد المؤتمر في موعده واقترحنا أن ننطلق بالمؤتمر إلى العالم الافتراضي وكانت رسالتنا للمشاركين “العالم الافتراضي يجمعنا”. وكخطة استباقية قمنا بتسجيل فيديوهات مقدمي الأوراق العلمية ترقباً لأي طارئ وبالفعل تم استخدامها خلال فعاليات المؤتمر عدة مرات.
كيف كانت آراء وانطباعات المشاركين؟
أشاد المشاركون بأهمية المواضيع التي تم طرحها، وأن المؤتمر وفر لهم فرصة اجتماع الباحثين وأصحاب الخبرات لتقديم حياة أفضل للأيتام ورعايتهم والاطلاع على تجاربهم.
أوصى الباحثون والمشاركون بتكرار تنظيم هذا المؤتمر، وتحويلِه إلى مناسبة دورية تطويرية، ومساحة مُكرسة لتبادل الخبرات العملية، والأفكار التوجيهية، والرؤى المستقبلية. وأكد على ضرورة عقد ورش عمل تنفيذية، تعقبُ هذا المؤتمر، وذلك لدراسة وتطوير سبل تفعيل مخرجات المؤتمر، وتعميمها، والعمل على اعتمادها لدى مختلف المنظمات وشركاء المصلحة والعمل والخدمة.
ما الذي خرج به المؤتمر العلمي وكيف سينتقل من النظرية إلى التطبيق؟
المؤتمر قدّم مخرجات وتوصيات عملية وغنية بالفكر والمعرفة تساعد المنظمات في تطوير عملها والانطلاق برؤية جديدة في تقديم الرعاية لليتيم وأسرته، وطرح للجهات المانحة والمنفذة طرق ووسائل وأفكار تساعدهم في تطوير عملهم وضرورة توحيد الجهود لتقديم وخلق فرص أفضل لرعاية الأيتام وتمكين أُسرهم.
يتوجب علينا كجهة منظمة للمؤتمر متابعة قياس الأثر للجهات والمنظمات التي شاركت في المؤتمر، كما يتوجب على المنظمات المشاركة أن تبدأ بخطوات عملية لتطبيق ما تم طرحه من خبرات وأفكار على منظماتهم لنكون بذلك انتقلنا بخطوة عملية من النظرية إلى التطبيق.
17.11.2020